أعلن فريق من العلماء الأميركيين في مطلع اكتوبر الحالي اكتشاف أقدم هيكل عظمي بشري يبلغ عمره اربعة ملايين واربعمئة الف سنة، وهو هيكل عظمي لأنثى طولها نحو 120 سنتمترًا ووزنها قرابة 50 كيلوغرامًا أُطلق عليه اسم "اردي".
ويكشف هذا الهيكل العلمي الفريد ان اسلافنا مروا بمرحلة تطور لم تكن معروفة من قبل وان "أردي" أقدم بما يربو على مليون سنة من هيكل "لوسي" الذي اكتُشف عام 1974 في اثيوبيا وكان يُعتقد انه من اقدم الأصول البشرية.
تقول مجلة "ناشنال جيوجرافيك" في طبعتها الالكترونية ان أحفور هذا الكائن الذي عُثر عليه ايضا في اثيوبيا عام 1992 واحتاج العلماء الى 17 عامًا لادراك قيمته العلمية، يؤكد الفكرة المطروحة منذ زمن داروين بأن حلقة مفقودة بين الانسان والقرد سيُعثر عليها أخيرًا في منطقة الجذر من شجرة الأسرة البشرية.
وتضيف المجلة ان الأدلة الجديدة تشير الى ان دراسة القردة العليا من الشمبانزي لاستنباط طبيعة الأسلاف الأوائل للجنس البشري لم تعد صالحة لفهم بداياتنا.
يكشف هيكل أردي مزيجًا غير متوقع من خصائص متقدمة وسمات بدائية توجد في قردة أقدم بكثير لا تشبه الشمبانزي أو الغوريلا، وبالتالي فإن هيكل أردي يفتح نافذة ينظر منها العلماء على ما كان عليه آخر سلف مشترك بين البشر والقردة التي ما زالت تعيش معنا اليوم.
الإسم اللاتيني للانسان البدائي المكتشف حديثًا هو Ardipithecus ramidus ويقول العلماء ان أكبر مفاجأة في تكوينه البيولوجي طريقته في الحركة.
فالانسان القديم بكل انواعه كان يمشي منتصبًا على قدمين مثلنا.
ولكن قدمي أردي ووركها وساقيها ويديها تشير الى انها كانت تمشي على قدمين وتستخدم القوائم الاربعة لدى التنقل بين الاشجار، وان ابهام القدم على سبيل المثال يمتد وينبسط من قدمها كما في قدم القرد للقبض على فروع الاشجار بصورة افضل.
ولكن بخلاف الشمبانزي تحوي قدم أردي عظمًا صغيرًا خاصًا داخل الاوتار العضلية موروثا من اسلاف اقدم، وبالارتباط مع تحويرات في الاصابع الأخرى كان هذا العظم يساعد اردي للمشي على قدمين على الأرض ولكن بكفاءة أقل من الانسان البدائي الذي جاء بعدها مثل لوسي.
قال العالم الن ووكر من جامعة ولاية بنسلفانيا ان اكتشاف هكيل أردي أهم بكثير من لوسي لأنه "يبين ان آخر سلف مشترك بيننا وبين الشمبانزي لم يكن يشبه قردًا من الشمبانزي أو يشبه انسانًا أو شيئًا غريبًا بينهما".
عُثر على احفور أردي في صحراء افار الاثيوبية في منطقة تسمى اراميس على بعد 74 كيلومترًا من مكان العثور على لوسي.
وتوصلت الفحوص الشعاعية التي أُجريت على رماد بركاني كان يطبق على الاحفور الى ان عمر أردي يبلغ 4.4 ملايين سنة.
بعد شيوع الخبر العلمي, من أين صدر الاعتراض؟ :
في موقع قناة الجزيرة, نجد الخبر عن آردي اصبح تحت عنوان: "أردي" يطعن بصحة نظرية داروين , إذ يقول لآتي:
قدم العلماء الأميركيون دليلا جديدا على أن نظرية داروين في النشوء والارتقاء كانت خطأ، وذلك بكشف فريق عالمي من علماء أصول الجنس البشري من جامعتي كين ستيت وكاليفورنيا النقاب عن أقدم أثر معروف للبشر على وجه الأرض، وهو هيكل عظمي إثيوبي يبلغ عمره حوالي أربعة ملايين وأربعمائة ألف سنة أطلق عليه اسم "أردي".
وأعلن فريق البحث أمس الخميس أن اكتشاف "أردي" يثبت أن البشر لم يتطوروا عن أسلاف يشبهون قردة الشمبانزي، مبطلين بذلك الافتراضات القديمة بأن الإنسان تطور من أصل قرد.
وكتب الباحثون في تقريرهم بمجلة ساينس أن "أردي" واحدة من أسلاف البشر، وأن السلالات المنحدرة منها لم تكن قردة شمبانزي ولا أي نوع من القردة المعروفة حاليا.
ويؤكد العلماء أن أردي ربما تكون الآن أقدم أسلاف الإنسان المعروفين، لأنها أقدم بمليون سنة من "لوسي" التي كانت تعد من أهم الأصول البشرية المعروفة.
ضربة لنظرية داروين
وعلق الدكتور زغلول النجار أستاذ الجيولوجيا في عدد من الجامعات العربية، بأن الغربيين بدؤوا يعودون إلى صوابهم بعد أن كانوا يتعاملون مع أصل الإنسان من منطلق مادي وإنكار للأديان.
وقال في اتصال مع الجزيرة إن هذا الكشف العلمي الذي وجه ضربة قوية لنظرية داروين يمثل تطورا هاما جدا.
وقال النجار إن حديث الباحثين عن أربعة ملايين سنة أمر مبالغ فيه، متوقعا أن يكون عمر الإنسان على الأرض لا يتعدى أربعمائة ألف سنة تقريبا.
من جهة أخرى أوضح سي أوين لوفغوي، وهو عالم أميركي في جامعة كنت من المتخصصين في أصل الإنسان، أنه أجرى دراسة على الإنسان البدائي الذي يعرف باسم Ardipithecus ramidus الذي عاش قبل 4.4 ملايين سنة في إثيوبيا.
وأضاف في دراسة تنشر اليوم في مجلة ساينس، أن "البشر غالبا ما يظنون الناس تطوروا من القردة، لكن ذلك ليس صحيحا".
وتابع أنه "شاعت فكرة أن البشر هم نسخة متطورة عن الشمبانزي، لكن دراسة الإنسان البدائي ساهمت في تأكدنا بأنه لا يمكن أن يتطور البشر من الشمبانزي أو الغوريلا".
قناة الجزيرة تكذب - العلم يثبت كل يوم صحة نظرية دارون - محمد زكريا توفيق
وصلتني رسائل عديدة من السادة القراء الذين قرأوا مقالاتي الخاصة بشرح نظرية التطور. يطلبون رأيي في الإكتشافات الجديدة التي أعلنها العلماء الأمريكان في جامعتي كنت وكاليفورنيا بالولايات المتحدة، بخصوص نظرية التطور. وتساءل بعضهم، وإدعت كذبا أن العلماء الأمريكيين قد أثبتوا فشل، وسقوط نظرية التطور . وهذا محض إفتراء.
بسرعة قامت القناة بالإتصال بشيخنا زغلول النجار لكي يدلي بدلوه، ولا أعرف ما دخل النجار بمثل هذه المواضيع، كأنه أحمد زويل في زمانه. ليفتينا بملئ شدقيه ويقول أن الكشف الجديد قد وجه صفعة قوية لنظرية دارون. والرجل لايفهم أصلا يعني إيه تطور. ولم يقرأ في حياته سطرا واحدا فى نظرية التطور.
ثم تناقلت الأخبار بعد ذلك المواقع التي لا تؤمن بالعقل أو بالعلم، وتهيم وجدا وغراما بعالمنا الفذ زغلول. تناقلت هذه الإخبار، كأنها إنتصار الإيمان على الكفر، والعرب علي إسرائيل.
ثم قامت بنقلها إلى قرائها بشماته بالغة تدعوا إلى التساؤل. كلها تؤكد سقوط نظرية التطور لدارون وثبوت فشلها. هكذا حكموا علي أعظم نظرية عرفها التاريخ بالفشل ببساطة متناهية دون دراستها. ودون أن يكلف أيا منهم نفسه مشقة قرآءة الورقة العلمية التي جاءت مرافقة للخبر وفهم ماذا تقول.
هذه بعض العناوين من مئات المواقع التي نقلت عن قناة الجزيرة هذا الكذب:
علماء أمريكيون يثبتون خطأ نظرية دارون في النشوء والإرتقاء – بوابة الصيادلة المبدعين العلم يثبت خطأ نظرية دارون – سات 2010 كشف جديد يهدم نظرية دارون – الوطن علماء أمريكيون يكتشفون دليلا يبطل نظرية دارون – إذاعة وتلفزيون النهرين إلخ.
وهذا ما جاء بموقع البشير بالحرف الواحد:
" بعد 15 عاما من الأبحاث؛ قدم علماء أمريكيون دليلا جديدا على أن نظرية داروين في النشوء والارتقاء كانت خطأ، وذلك بكشف فريق عالمي من علماء أصول الجنس البشري من جامعتي كين ستيت وكاليفورنيا النقاب عن أقدم أثر معروف للبشر على وجه الأرض وهو هيكل عظمي بشري إثيوبي يبلغ عمره حوالي أربعة ملايين وأربعمائة ألف سنة أطلق عليه اسم "أردي". وأعلن فريق البحث أن اكتشاف "أردي" يثبت أن البشر لم يتطوروا عن أسلاف يشبهون قرد الشمبانزي، مبطلين بذلك الافتراضات القديمة بأن الإنسان تطور من أصل قرد. وكتب الباحثون في تقريرهم بمجلة ساينس أن "أردي" واحدة من أسلاف البشر وأن السلالات المنحدرة منها لم تكن قردة شمبانزي ولا أي نوع من القردة المعروفة حاليا. ويؤكد العلماء أن أردي ربما تكون الآن أقدم أسلاف الإنسان المعروفين، لأنها أقدم بمليون سنة من "لوسي" التي كانت تعد من أهم الأصول البشرية المعروفة. وعلق الدكتور زغلول النجار أستاذ الجيولوجيا في عدد من الجامعات العربية، بأن الغربيين بدأوا يعودون إلى صوابهم بعد أن كانوا يتعاملون مع أصل الإنسان من منطلق مادي وإنكار للأديان. وقال في تصريحات لقناة الجزيرة إن هذا الكشف العلمي الذي وجه ضربة قوية لنظرية داروين يمثل تطورا هاما جدا. وقال النجار إن حديث الباحثين عن أربعة ملايين سنة أمر مبالغ فيه، متوقعا أن يكون عمر الإنسان على الأرض لا يتعدى أربعمائة ألف سنة تقريبا."
لكن ما تناقلته وكالات الأنباء عن دراسة علماء كاليفورنيا بخصوص نظرية التطور كان شيئا مختلفا تماما. فمثلا وكالة الأشوسيتد برس قالت الآتي:
أعلن "تيم وايت" مدير مركز أبحاث تطور الإنسان بجامعة كاليفورنيا ببيركلي بالولايات المتحدة بأنه:
بدلا من القول بأن الإنسان قد تطور من كائن شبيه بالقرد الشمبانزي. الإكتشاف الجديد يدل على أن قرود الشمبانزي والإنسان قد تطورت منذ زمن بعيد جدا من نفس الأصل. لكن كلا من الإنسان والشمبانزي، قد تطور بمفرده بعد ذلك.
العظام المتحجرة المكتشفة منذ عام 1994م للكائن الأنثى التي تسمى "آردي"، تبين أنها ليست جدتنا. لكنها أقرب شئ لجدتنا أمكننا الوصول إليه حتى الآن.
فروع شجرة التطور التي تؤدي إلى الإنسان الحديث والقرود، تقود إلى أصل واحد كان يعيش منذ 6 أو 7 مليون سنة.