ينطلق استخدام التعليم
من حاجة الدول له في تحقيق اهدافها
فهناك دول جعلت التعليم طريقها للاستقلال
ورمز لعدم الخضوع والنهوض من كبوتها مثل فيتنام
وهناك دول جعلت التعليم وسيلة للعمران
والتفوق في مجالات معينة مثل المانيا وكوريا وتايوان
وهناك دول كان التعليم الوسيلة الوحيدة (لتعوض به)
سقوط إمبراطوريتها العسكرية
وتحل مكانها إمبراطوريتها التكنولوجية
حيث لازم شعور الغضب والعزم
على إسترداد مكانة اليابان المفقودة
كل فرد فيها
ومن طرائف ما يحكى عن
زيارة الشيخ زايد لليابان
أنه سأل ولد في مدرسة ابتدائية
ماهو هدفك في الحياة قال :
ان تكون اليابان رقم واحد في العالم !!!
فكان ماأرادت اليابان
بأن جعلت التربية والمسؤولية ومشاركة الآخرين
وسيلة لتفعيل مايتعلمه أبنائها من مختلف العلوم
وكذلك هناك دولا كان التعليم وسيلتها
لتحقيق طموحات شعوبها بأن عرفت (ماتريد)
وبالتالي حققته بالتعليم
ومن ذكاء قادتها
نظروا الى الدوافع التي تسير الشعب
لتحقيق غايته بجانب الاعتزاز القومي والطموح
فكان الدين الدافع الرئيسي والمحرك النفاث
الذي إنطلق بماليزيا في سماء التقدم الصناعي
مشكلا بذلك دائرة متكاملة من الموارد والتعليم
و التكنولوجيا والأيدي الماهرة الوطنية
وسوق كبير لمنتجاتها والاعتماد بشكل كبير
على ما تنتجه ماليزيا من المواد والبضائع
والالات في تنمية المجتمع الماليزي
وياتي السؤال المهم بعد ذلك كله
ماذا نريد نحن من التعليم ؟؟؟
هل صنعنا به مثقفين وقادة رأي
ومهندسين واطباء ومحامين أفذاذ
ان الكتب والمناهج التي تدرس في جامعتنا
هي نفسها الكتب التي تدرس في جامعات العالم المتقدمة
إذ ان قوانين الفيزياء والمعادلات الرياضية
والعلوم الهندسية هي نفسها لم تتغير
ولدينا أساتذة من مختلف الأعراق والملل
ومن افضل الجامعات , ولدينا الوسائل والامكانيات
ولكن أين المشكلة ؟؟؟
المشكلة أن الدولة لم تخبر الطالب
منذ دخوله سلك التعليم ماذا تريد منه !!!
وماهو الدور المطلوب منه ؟
إن إختفاء الهدف من أمام الرامي
يجعل بندقيته الجميلة
والمحشوة بأفضل الطلقات النارية لاتعمل
إن العمل لايكتمل الا بتحقيق النتائج على أرض الواقع
وهاهي أروقة الجامعة ورفوفها ممتلئة
بالدراسات والبحوث في كل شي ولكن !!
لقد تحولت الجامعة إلى مؤسسة تمنح طلابها شهادات
يستعينون بها على وظيفة أو منصب فقط
إن الحل يكمن في توضيح ماذا نريد ؟؟
وماذا نتعلم لنتجه الى ما نريد
وكيف نتعلم لنحقق ماذا نريد
والأهم من ذلك
بث الروح والدافع والتذكير بالهدف المطلوب
من أول يوم يذهب فيه الطالب الى المدرسة
لقد كانت المدارس المستقلة
أحد الحلول التي وضعها المسؤولين عن التعليم
والتي تهدف الى التحرر
من الاسلوب التقليدي في التدريس
وتعدد المناهج الدراسية وكل مدرسة وشطارتها
ليست المشكلة في المنهج
بقدر ماهي في كيفية تناول وتعلم هذا المنهج
لذا نرى التميز في طريقة التعلم
ولذا نرى المدارس المستقلة تركز على طريقة التعلم
رائع وبعد ان يعرف كيف يتعلم
هل أخبرناه لماذا ؟؟؟؟